اليتيم من فقد أباه واللطيم من فقد أمه لكن هناك من ذاق مرارة اليتم.. وأبوه أو أمه على قيد الحياة وذلك بسبب تفكك أسرته ليضع وسط الزحام.. ومن هؤلاء من ترك بيته ليؤويه الشارع ليكون بيته وحصنه، ولهذا أطلق الأمير طلال بن عبد العزيز رئيس المجلس العربى للطفولة والتنمية دعوته لمشروع -معا حتى لا ينام طفل عربى في الشارع- لحماية أطفال الشوارع وقد نفذ فى خمس دول عربية من بينها مصر، حيث تم تدريب 500 كادر من العاملين فى مؤسسات الإيواء على مستوى أكثر من 17 محافظة مصرية بالتعاون مع المجلس القومى للطفولة والأمومة.
أوضح د.حسن البيلاوي أمين عام المجلس العربى للطفولة والتنمية أهمية هذا المشروع لأنه يمس قضية مهمة هى قضية العدل الإجتماعى، فظاهرة أطفال الشوارع لا تظهر إلا فى ظل الظلم الإجتماعى والفقر والتفكك الأسرى، فالتماسك الإجتماعى والعدالة الإجتماعية هى عملية تنموية وحق من حقوق الإنسان.
وأضاف أنه رغم الإختلاف حول عدد هؤلاء الأطفال إلا أن كل المؤشرات تؤكد أن هناك تزايدا كبيرا فى أعدادهم خلال السنوات الأخيرة وهو ما يدعونا إلى ضرورة العمل للخروج بهم من دائرة الظلم الإجتماعى إلى تحقيق المواطنة والحياة الكريمة وفي النهاية لا يتم التحدث عنهم كقنبلة موقوتة وإنما كطاقة بشرية يمكن إستثمارها لصالح المجتمع.
وأوضح د.البيلاوى بأن فكرة المشروع تستند على رؤية مفادها إعادة تأهيل ودمج أطفال الشوارع فى حياة إنسانية كريمة كحق من حقوق الأطفال الإجتماعية التي كفلها الدستور المصرى، وهى مقوم أساسى فى عملية التنمية الشاملة المرتكزة على العدل الإجتماعى وبناء رأس المال البشرى الفاعل والمستنير، وأن المشروع يستند إلى مجموعة من الإستراتيجيات هى تأهيل هؤلاء الأطفال من خلال تربية الأمل التى تعزز إحترام الطفل وتنمى معارفه وتمكنه تعليميا وإقتصاديا، وبناء قدرات العاملين مع أطفال الشوارع، وإرساء بيئات تمكينية، والمناصرة وكسب التأييد، داعيا كل المؤسسات ذات العلاقة للتعاون في إنجاز هذا المشروع.
وإستعرض د.حسن فكرة المشروع الذى سيبدأ المجلس تنفيذه حول تأهيل ودمج أطفال الشوارع من خلال تربية الأمل فى مصر، بالتعاون مع وزارة التضامن الإجتماعي والمجلس القومي للطفولة والأمومة ووزارة العدل والاتحاد العام للجمعيات الأهلية، وعدد آخر من الشركاء فى مصر، وقد شدد الأمين العام على أهمية تنفيذ هذا المشروع الذي حرص الأمير طلال بن عبد العزيز رئيس المجلس العربى للطفولة والتنمية على بدء تنفيذه فى مصر حيث يستمر المشروع ثلاث سنوات من خلال خمس مراحل ويستهدف أكثر من ألف طفل داخل مؤسسات الإيواء، موضحا أن العمل سيقوم على أساس برامج لتأهيل الأطفال على كسب الثقة وتربية الأمل وإكتشاف الذات وتنمية مهارات الحياة ومن ثم العمل على الدمج المجتمعى، ويتم ذلك في إطار تطوير البيئة التشريعية والمؤسسية وتدريب القيادات والكوادر.
وأشاد د.طلعت عبد القوى رئيس الإتحاد العام للجمعيات الأهلية بالمشروع بإعتباره نموذجا علميا للتعامل مع القضايا الإجتماعية، طالبا بأن يكون هذا المشروع هو مشروع قومى لمصر خلال العام 2014، وتقع مسئولية تنفيذه على الجميع خاصة وأن أطفال الشوارع يقدر عددهم حكوميا بنحو مليون طفل فى حين تقدرهم مؤسسات المجتمع المدنى بحوالي 3 ملايين، ومشيرا إلى أن تلك القضية أصبحت تهدد الأمن الوطنى بل وهددته من قبل.
الكاتب: صفاء شاكر.
المصدر: جريدة الأهرام اليومي.